مناسك العمرة
العمرة والزيارة
كل ما تحتاج معرفته حول مناسك العمرة وزيارة الحرم النبوي
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّه صِلى الله عليه وسلم قَالَ: الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
أول موقع متخصص في رحلات الحج والعمرة بالمغرب
تعريف العمرة
العمرة في اللغة والشرع
العمرة في اللغة مأخوذة من الاعتمار: هي الزيارة والقصد، ومعنى اعتمر في قصد البيت أنه خص بهذا لأنه قصد بعمل في موضع عامر، لذلك قيل للمحرم بالعمرة معتمر. أما عن العمرة شرعاً: فهي زيارة بيتالله الحرام للقيام بالتعبد لله تعالى، وتقوم على الإحرام، وذلك عن طريق الطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، والقيام بالشروط المطلوبة قبل وبعد القيام بأداء العمرة، مثل حلق الشعر أو تقصيره، وتعتبر العمرة واجبة ومشروعة وهذا كان رأي أهل العلم، ودليل ذلك قوله تعالى: وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّه.(1)
وكان هناك رأي آخر يرى أنّها سُنة، بحيث يمكن أن يؤديها أي إنسان مسلم قادر لمرة واحدة في حياته أو أكثروقد اعتمر الرسول صلىالله عليه وسلم أربع مرات في حياته؛ وذلك بحسب إمكانياته وقدراته الجسميّة والماليّة، فإذا كان يستطيع أدائها أكثر من مرة فهذا شيء يعود له ويكون في ميزان أعماله، وكانت السنة التاسعة للهجرة هي السنة التي شرعت فيها العمرة ويمكن أداؤها في أي وقت من السنة.(2)
(1) سورة البقرة، آية: 196
(2) أحمد حطيبة ، آداب العمرة وأحكامها، صفحة 2. بتصرّف.
فضل العمرة
العمرة هي التعبدُ للهِ الإحرام والطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة والحلق أو التقصير.ولها مكانة وفضائل عظيمة، ومن ذلك :
أن الله قرنَها بالحج
وأمر بإتمامها وأدائها على أكمل وجهٍ ابتغاء وجهالله، قال تعالى: (وأتموا الحج والعمرة لله).
أنها تطهرُ من الذنوب، وتقلل من الفقر والحاجة
قال صلى اللهُ عليه وسلم: "تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَ إِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ".
العمرة من مكفرات الذنوب
قال صلى اللهُ عليه وسلم: "الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا".
خطوات الطواف تزيد الحسنات وتغفر السيئات
فقد قال صلىاللهعليه وسلم في فضل الطواف بالبيت الحرام: "من طاف بالبيت، لم يرفع قدماً ولم يضع أخرى، إلا كتباللهله حسنة، وحط عنه بها خطيئة، ورفع له بها درجة".
السعي بين الصفا والمروة
سببٌ لشكرالله لعبده وإثباته لعبده : فقد أخبرالله بعد ذكر السعي بين الصفا والمروة أنه عليمٌ بعمل عبده، ويشكر له صنيعَه وحُسنَ عمله، فقال: {ومن تطوع خيراً فإناللهشاكر عليم}.
أركان العمرة
تعددت أقوال الفقهاء في أركان العمرة إلى ثلاثة أقوال؛ فبينما اعتبَرَ بعضُ الفُقهاء أركاناً ألغاها آخرون، واعتبروها شروطاً من شُروط العُمرة أو واجباتٍ لها، وأضاف آخرون شروطاً لم يشترطها غيرهم من الفقهاء، وفي الآتي بيانُ أركان العمرة المُتّفق والمُختلف فيها عندَ الفُقَهاء:(3)
قبل التفصيل والتحدث عن الإحرام، يجب أن نتكلم على مواقيت الإحرام المكانية والزمانية، وقد حددها الله تعالى تعظيماً وحرمةً لبيته الحرام، وتبرز الحكمة من مشروعيتها في تعظيم شعائره، وتعرف بأنها المواقيت التي لا يجوز للراغب في الحج أو العمرة تجاوزها إلا بإحرام، فإن تجاوزه دون إحرام وجب عليه الرجوع إليه، وإن أحرم بعده فعليه الفدية. أما زمن العمرة فلا يقتصر على مدة معينة، ويصحّ أداؤها في أي وقتٍ على مدار العام. فحالة المحرم مع المواقيت تختلف حسب مكانه. فهل مكانهُ بعد الميقات؟ أو بين مكة والميقات؟ أو في مكة نفسها؟ و سنوضح ذلك فيما يلي :
1. من كان في مكة:
يُحرم للعُمرة من أقرب مكان خارج الحرم، مثل مسجد أم المؤمنين عائشة في التنعيم.
2. من كان مكانه بين مكة والميقات:
يُحرم من مكانه للعُمرة، مثل أهل جدة.
3. من كان مكانه بعد الميقات:
يَلزَمه الإحرام من أحد المواقيت الخمسة، حسب الطريق الذي قدم منه، سواء كان بالطائرة أو عن طريق البر، ولا يتجاوزها دون إحرام.
بالنسبة لدول المغرب العربي وأهل الشام ومصر والسودان فإن الجحفة (ويبعد عن مكة المكرمة قرابة ١٨٦ كم). هو ميقات الإحرام إن كنت متوجها مباشرة من المغرب إلى مكة، وفي حالة كنت متوجها إلى مكة من المدينة فميقات الإحرام هو أبيار علي.
1. الاحرام
الإحرام لغةً
هو الدخول في الحُرمة ويقال: أحرم الرجل، إذا دخل في حرمة عهدٍ أو ميثاقٍ فيحرُم عليه ما كان حلالاً له، والإحرام اصطلاحاً: هو نية الدخول في النُّسك، وهذا مذهب الجمهور؛ فهو الركن الأول من أركان العمرة، فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، ووجه الدلالة أنه لا يصح العمل ولا يثبت إلا بوقوع النية.
نية أداء النسك
من الإحرام تبدأ نية أداء النسك بالقلب، ويتلفظ بها باللسان: 'لبيك اللهم عمرة'، ولا مانع بإتمامها بإضافة الاشتراط، فيقول: 'فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني' عند الخوف من عدم التمكن من أداء النسك لمرضٍ أو ظرفٍ متوقع، ويجب على الرجل أن يتجرد من المخيط كله، ويرتدي إزاراً ورداءً، ولا يغطي رأسه بشيء، أما المرأة فتحرم في ملابسها العادية، غير أنها لا تلبس النقاب أو القفازين.
تحقيق العبودية لله
تتمثل الحكمة من مشروعية الإحرام بتحقيق العبودية لله، وتعظيمه، والامتثال لأمره، وإظهار المساواة بين جميع المسلمين حاكمهم ومحكومهم، غنيهم وفقيرهم، وكذلك التذكير باليوم الآخر والحشر.
لباس الإحرام
بالنسبة للرجل
يحرم عليه لبس المخيط، أي يجب عليه أن يخلع ملابسه المعتادة، فيزيل عنه أغطية الرأس، كالقبعة والعمامة وغيرها، وكذلك اللباس المعتاد المفصِّل للجسم، مثل: القميص، والبنطلون، والجوربين، والقفازين وما يشبههما، وكذلك الأحذية المحيطة بكامل القدم مع الكعبين، لقول النبي -صلىاللهعليه وسلم- لما سئل عما يلبس المحرم: )لا يلبس القميص، ولا العمائم، ولا السراويل، ولا البرانس، ولا الخفاف، إلا أحد لا يجد نعلين فيلبس الخفين، وليقطعهما أسفل من الكعبين(، فيلبس الرجل إزاراً يُحيط بأسفل بدنه، ورداءً يغطي أعلاه، ويشرع أن يكون أبيض اللون، وله كذلك أن يلبس نعالاً مناسباً لا يغطي كامل القدم.
بالنسبة للمرأة
لا يحرم على المرأة لبس المخيط، وهي مخيرة عند إحرامها فيما تلبسه، فتحرم بما شاءت من الثياب والألبسة بألوانها وأشكالها، بشرط أن تكون تلك الملابس فضفاضة تسترها، ولا تعيق حركتها، وليس فيها زينة ظاهرة تفتن بها الرجال
،
ويمنع على المرأة أن تغطي الوجه وتلبس النقاب، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما أرشد إليه المحرم: (ولا تَنتقِب المر أَةُ ولا تلبس القفّازينِ يعني: في الإحرام)
طريقة لبس اإلحرام
إحرام الرجل يكون بإزارٍ يغطي أسفل جسده، ورداءٍ يغطي أعلى الجسد، والسُّنة للمحرم أن يجعل الرداء على كتفيه جميعاً، وأن يجعل طرفيه على صدره، وهذا هو الذي فعله النبي -عليه الصلاة والسلام-، فإذا أراد أن يطوف طواف القدوم، اضطبع، أي جعل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن وأطرافه على عاتقه الأيسر، وكشف منكبه الأيمن في حالة الطواف، أما الذي يكشف منكبه دائماً يخالف السنة، إلا في حال كان ذلك لأكله وشرابه أو قضاء حاجته.
لبّيك ' عمرة
تبدأ التلبية من بداية الإحرام، فعند دخول المعتمر في الإحرام، ينوي أداء عمرته ويقول: ‘لبّيك عمرةً’، وبذلك يكون محرماً، ثم يرفع صوته ملبياً بتلبية النبي -صلىالله عليه وسلم-: )لبّيكَ اللهُم لبّيكَ، لبّيكَ لا شريكَ لك لبّيك، إنّ الحمْدَ والنّعمةَ لك والْمُلْك، لا شريكَ لك(، وتنتهي التلبية في العمرة عند رؤية البيت أو بدء الطواف.
الاشتراط في الإحرام
قال -سبحانه وتعالى-: ﴿يريداللهبكم اليسر ولا يريد بكم العسر﴾، ومن مظاهر هذا: التيسير على المسلم في أداء العبادات، ومراعاة الظروف التي قد تمنعه من إكمال نسكه الذي نواه في العمرة، ويشرع له إن خاف أ لّا يُكمل نسكه لأي سبب كان أن يشترِط في إحرامه، ويكون الاشتراط عند الخوف من عدم إتمام النسك، إما لمرض أو لعذر شرعي، فيُشرع عند الإحرام الاشتراط في النية، وذلك أن يقول: ‘فإن حبسني حابسٌ فمحلي حيث حبستني’ بعد قوله: ‘لبيك عمرة’، فإذا قالها واشترط، وحصل أمرٌ منعه من إتمام العمرة؛ جاز له الخروج من الإحرام، والتوقف عن إكمال العمرة، وليس عليه شيء.
يُسنُّ للمُحرِم عدد من الأمور
قبل الإحرام
- الاغتسال أو الوضوء، سواء في الميقات أو المنزل. - النظافة الشخصية، من قص الأظافر وإزالة شعر الإبط ونحوه. - تطييب البدن.
أثناء الإحرام
- الإحرام بعد صلاة مكتوبة. - استقبال القبلة عند التلبية، ورفع الصوت فيها للرجال.
بعد الإحرام
- تعظيم شعائر الله وأوامره ونواهيه - الابتعاد عن كل ما يخدش الإحرام من الخصام ورفع الصوت والإيذاء والجدال. - الإكثار من التلبية، فهي ذكرٌ ودعاءٌ عظيم لا يشرع إلا في هذه اللحظات.
2. الطواف حول الكعبة
الطواف لغةً
هو دوران الشيء على الشيء، واصطلاحاً هو: التعبد لله -عز وجل- بالدوران حول الكعبة على صفة مخصوصة، وهو عبادة لله؛ تُظهر الافتقار والتوجه بالقلب والجوارح إليه سبحانه، وهو الركن الثاني من أركان العمرة، ويقوم فيه المسلم بالطواف حول بيته الكريم -الكعبة- تعبداً لرب البيت وتقرباً إليه بما شَرع، وتشترط الطهارة من الحدث الأكبر و الأصغر في الطواف لأنه كالصلاة، وصفته أن يبتدئ المعتمر طوافه من الركن الذي فيه الحجر الأسود، حيث توجد علامة خضراء تبين ذلك في الأدوار العلوية، ثم يكبر المعتمر في كل شوط بمجرد محاذاته للحجر الأسود، وليس شرطاً أن يكون التكبير في نقطة محددة لا يصح التكبير قبلها أو بعدها، بل الأمر تقريبي، فإذا وجد المعتمر نفسه قد حاذى الحجر فإنه يكبّر.
سنن الطواف
للطواف سننٌ فعلَها رسولالله صلىالله عليه وسلم، وتابعها عليه صحابتُه الكرام، وقد قال صلىالله عليه وسلم: “خذوا عني مَناسككم”.
الاضطباع
هو طريقة في لبس رداء الإحرام للرجال عند الطواف، وهي سُنة من سنن المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وتتمثل في أن يُظهر الرجل كتفه الأيمن في طواف العمرة، وقد جاءت مشروعية الاضطباع حينما ورد أن قريشاً قالت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته: (يقدم عليكم قوم قد أوهنهم المرض)، فأراد رسولالله -صلىالله عليه وسلم- وصحابته أن يُظهروا قوتهم ونشاطهم من خلال إبراز أكتافهم.
صفة الطواف
يُشير المعتمر بيده إلى الحجر الأسود، ثم يبتدئ طوافه بحيث تكون الكعبة عن يساره )عكس عقارب الساعة(، وإن استطاع أن يقبّل الحجر الأسود فقد أدى السُّنة، وإن لم يتيسر له ذلك -في أيام المواسم والزحام- فلا شيء عليه، ويستحب للطائف أن يكثر من الدعاء إلىاللهوالابتهال إليه، كما يستحب أيضاً إذا وصل للركن الذي يسبق الحجر الأسود، ويسمى (الرّكن اليماني)، أن يمسح عليه إن تيسر له، ويكرر ما يفعله حتى يتم أشواطه السبعة
التكبير
فيُسن لمن حاذى الحجر الأسود أو النور الأخضر في الأدوار العليا عند بداية كل شوط ونهايته أن يرفع يديه قائلاً: "الله أكبر"
الدعاء
يعتبر الطواف بالكعبة من أعظم مواقف الدعاء والتضرع إلىالله، وقد كان رسولالله يشغل كل لحظات طوافه بالدعاء والذكر، وكان يقول بعد أن يتجاوز الركن اليماني(وهو آخر ركن قبل الحجر الأسود): {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}، يدعو الطائف بكل ما يحتاجه ويهمه من خيري الدنيا والآخرة، بلغتِه التي يتكلم بها، فأعظمُ الدعاء ما توافقَ فيه القلب واللسان، ومن أعظم الأدعية وأكثرها بركةً أدعيةُ القرآن وأدعية رسول الله صلى الله عليه وسلم
الرّمَل
هو سنة في طواف العمرة في الأشواط الثلاثة الأولى، وصفته الإسراع في المشي، ويسمى كذلك الجذب، أما الأشواط الأربعة الأخيرة فيمشي فيها مشياً مثل المشي المعتاد، تأسياً بفعل المصطفى رسولالله -صلى الله عليه وسلم-، أما بالنسبة للنساء، فلا يسرعن، لأنها سُنة مخصصة للرجال.
سُنة الصلاة بعد الطواف
يُسن للطائف بعد أن ينهي طوافه أن يصلي ركعتين ويستحب أن تكونا خلف مقام إبراهيم، وهي من السنن المؤكدة لكل من طاف بالكعبة، ويشرع له أن يقرأ في الركعة الأولى )سورة الكافرون(، وفي الركعة الثانية )سورة الإخلاص(، ولأن الطواف شعار التوحيد وإفراد العبادة لله وحده لا شريك له , فشرع له أن يعلن ذلك في السور التي يقرؤها عند إتمام طوافه.
شرب ماء زمزم
ماء زمزم أحد مِنن الله على مكة وزوارها، وقد أنعم الله به على إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر عندما تركهم إبراهيم عليه السلام في مكة استجابة لأمر الله له، ثم دعا ربه قائلاً: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}. فأجرى اللهُ ذلك الماءَ العذبَ من تحت قدمي الطفل، ومنحه من الخصائص والمزايا ما لا يدانيه فيه ماء على وجه الأرض، كرامةً لإبراهيم وابنه وزوجه، ومن بعدهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم. يشرع للمسلم الشرب من ماء زمزم عموماً، ويتأكد في حقه عندما ينتهي من طوافه، وقبل أن يبدأ في السعي.
3. السعي بين الصفا والمروة
السعي بين الصفا والمروة ثالث أركان العمرة، وشعيرة عظيمة من الشعائر، قال تعالى: ﴿إن الصّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللهِ فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما﴾، ولا تشترط فيه الطهارة من الحدث الأصغر، وإن تطهر المعتمر فهو أفضل، وإن سعى على غير طهارة فلا حرج في ذلك، حيث يتعبد المعتمر ربه بقطع المسافة بين الصفا والمروة 7 مرات، كما فعل رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-.
الصفا والمروة جبلان صغيران كانت تصعد عليهما هاجَرُ أم إسماعيل -عليه السلام- بحثاً عن الطعام أو الماء، يمتد السعي بدايةً من جبل الصفا عند الصخور الظاهرة في الدور الأرضي، وعند جبل المروة ينتهي السعي، ويُسن عند الوصول إلى أول الصفا أو المروة في بداية كل شوط أن يرفع الحاج والمعتمر يديه متجهاً للقبلة، مع دعاء الله وتكبيره قبل بداية الشوط التالي، ويستحب للرجال القادرينَ الهرولةُ بين العلمين الأخضرين، كما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
دعاء رسول
الله صلى الله عليه وسلم في السعي
- كان أول وصوله للصفا بعد الطواف يقرأ قوله تعالى:{ إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱ للَّه }، ويقول: أبدأ بما بدأ الله به.
- وكان إذا صعد الصفا أو المروة يتجه للقبلة، ويقول: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إلهَ إلَّااللهُ وَحْدَه لا شريكَ ، له المُلْك وله الحَمْدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قدير، لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه، أنجَزَ وَعْدَه، ونصَرَ عَبْدَه، وهَزَمَ وهَزَمَ الأحزابَ وَحْدَه"، ثم يدعو بما شاء، ثم يعيدها، ثم يدعو بما شاء، ثم يعيدها، ثم ينطلق في سعيه.
ينبغي للساعي ألَّا يتوقف للدعاء في مكان يعطل السيرَ ويسبب الزحام، وعليه التقيد بإرشادات رجال الأمن والتنظيم في الحرم.
شرب ماء زمزم
ماء زمزم أحد مِنن الله على مكة وزوارها
ماء زمزم أحد مِنن الله على مكة وزوارها، وقد أنعم الله به على إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر عندما تركهم إبراهيم عليه السلام في مكة استجابة لأمر الله له، ثم دعا ربه قائلاً: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}. فأجرى اللهُ ذلك الماءَ العذبَ من تحت قدمي الطفل، ومنحه من الخصائص والمزايا ما لا يدانيه فيه ماء على وجه الأرض، كرامةً لإبراهيم وابنه وزوجه، ومن بعدهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم. يشرع للمسلم الشرب من ماء زمزم عموماً، ويتأكد في حقه عندما ينتهي من طوافه، وقبل أن يبدأ في السعي.
4. الحلق أو التقصير
الحلق أو التقصي
عند الانتهاء من السعي بين الصفا والمروة يجب على الرجل أن يحلق رأسه أو يقصّره أما المرأة فتجمع شعرها وتأخذ منه قدر أنملة فأقل.
أملأ المعلومات التالية للتواصل معك
بعد ملء المعلومات التالية سيقوم أحد مستخدمينا بالتواصل معك للاجابة على جميع استفساراتك أو اكمال اجراءات سفركم